لكنها صدته على الفور قائله " أعتذر فلا داعي لذلك ." وهو بدوره احترم رأيها .. واكتفى بقوله " براحتك "
هكذا اتضح لها ضوءاً آخر ... وبدأ خوفها في ازدياد .. أما هو ..فيقول ما تلك العنيده التي تبقي نفسها بعيده ولكنني لن أتركها حتى أقنعها بما أريد ..
- لماذا أنتِ صامته ؟ - أقرأ .. - ماذا تقرأين.. - عن حال وطني .. - أها .. تقصدين وطننا صحيح ؟ قالها وكأنه يقصد شيء آخر
تعمدت أن تسدل خصلات شعرها السوداء على عينيها حتى لا يُلاحظ ارتباكها .. فترد عليه دون خوف فقط على قدر السؤال .
ما باله لا يشعر بأنني لا أريد محادثته أيتحداني ؟ أم يتجاهل برودة أعصابي ثم ما كل هذه المبالغه في رد التحيه !! وكأن قلبها يخبرها بشيء وفي كل مرة يؤكده لها بكلماته الناعمه المؤثرة
هي تعمدت الغياب عن هذا المكان الذي اعتادت الجلوس فيه ولكن اليوم هذا المكان يهدد استقرار وجدانها فقد وجد من يهز كيانها في حين تريد هي التماسك فقط التماسك والهدوووء الطويل .
ولكن أهي تعرف ؟ أهي تبالي ؟ يبدو عليها القسوة رغم رقتها .. الخوف رغم شجاعتها .. الغموض رغم وضوحها .. الروعه ثم الروعه ثم الروعه فقط هكذا أريدها " كان يحدث نفسه عنها .
فكان كالمجنون الذي يبحث عن عقل يهديء من روعه فيحتار أين يلاقيها وأين يجد أراضيها فقد وجد فيها من الروعه ما قد تسلبه لبه .
حتى غفت غير مدركه كم من الوقت مضى ... بعدما أخذت قرار عدم التحدث اليه من جديد سواء ذهبت الى نفس المكان أم لا .. فلن تعيره اهتمامها نعم لن أعيره اهتمامي هكذا ضلت تردد حتى وجدت ضوء الشمس يدخل من نافذتها فيضربها بنوره في عينيها حتى استيقظت وكأنها كانت تحرث الأرض طوال الليل .
فقضت الليله .. كمن عجز عن البحث حتى استسلم لهلاكه وهي تنظر الى الورده في حيرة مخيفه ..
عجباً ...اليوم لا أفهم نفسي ..تحدث نفسها وكم تتمنى لو ترتاح قليلاً ولكن تلك الورده الجالسه أمامها استعصت على مجيء النوم باكراً حتى قضت ليلتها المليئه بالتساؤلات .. يا الهي ما بالي والتفكير يكاد يقتلني
- لايبدو عليها ..كأي ورده . - وما الاختلاف بينها وبين باقي الورود ؟ - ربما اهتمامك الزائد بها ..فقد لاحظت كم تكبدتِ العناء لكي تخفيها وكأنكِ خفتِ أن تموت سريعاً فكان أهون عليكِ اظهارها .
قالت : لا لا رجوتك أن تتركني أصارع هذا الموج المخيف وحدي فأحب ركوب الصعب حتى اذا حاول هلاكي سأنادي عليك لنجدتي لذا كن دوماً بالجوار...
فكم من المرات والليالي والأيام التى أنهكتها الصدمات لتلتفت حولها فتجد الجميع منشغلين لا يفهمونها .. ولكنها اختارت أن تعيش مع أوجاعها وتتعايش معها على أن تشكو كثيراً أو قليلاً فيكون مصيرها أن تحصل على نظرة شفقه فأهون عليها أن تموت من أن تواجه هذا المصير ..
- لماذا دوماً تخفين عينيك خلف جدائلك السوداء ؟ - هههه حتى لا تحرقك لهيبهما .. - أصدقاً ما عنيت ..اذن أريد الاحتراق .
الصوت ليس غريباً عليها وتلك النبرة لطالما شعرت بها عن قرب ولكنها ع العموم اقترب فجلس بجانبها ناظراً اليها مبتسماً .. أراكِ اليوم هادئه وملامحكِ لا تنم عن ضيق ماحالك؟
رفعت عينيها ببطىء شديد تريد النظر من صاحب تلك الورده .. فاذا به شاب طويل القامه وكأن وجهه الأسمر بين الظلال غير واضحاً تريد النهوض فيسارعها .. بكلماته الرقيقه مسا الخير لأجمل وردة بالكون
بعد لحظه أحست بخطى قادمه نحوها ولكنها لم تبالي فقد انغمست في القراءة وكاد التركيز يشوش على مسمعها لتتفآجأ بوردة سقطت بين ذراعيها ..
في صباح آخر كانت الشمس ملتهبه قليلاً والجو حااار ترافقه نسمات رقيقه كادت تجعل الجو رائعاً ليصدمها الشمس بحرارتها فيجعل الجو لا يُطاق ..
هو .. قلبه يحدثه بأنها هي من كان يبحثُ عنها منذُ وقت طويل .. وهي .. تقول ما باله لايتركني ويدرك ذلك الألم في داخلي ليبتعد عنها فلا تتكرر معها نفس تلك الصدمه القديمه .
ظل الوجع بداخلها يكوي في روحها الحزينه وما حولها لا ينظرون الا الى وجه باسم كلما نظروا اليها ..
هكذا تبقي نفسها قويه .. قويه ..
ناااجت في السماء كوداعة الطير في شدوه الحزين " أنا متلك ياقمر جميله في بعدي , كثيرة العيوب في قربي "